في خضمّ التطورات الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تبرز فرصٌ استثماريةٌ واعدةٌ لرواد الأعمال الطموحين. ومن بين هذه الفرص، يضيء نجمُ الفرنشايز في السعودية كخيارٍ مثاليٍّ لولوجِ عالمِ التجارةِ بثقةٍ وخطواتٍ ثابتةٍ.
ما المقصود بالفرنشايز في السعودية:
يُقصد بالإمتياز التجاري أو الفرنشايز أنه عقد أو إتفاق بين طرفين مستقلين قانونياً و إدارياً و مالياً، و قديكون الطرفين من الأفراد أو الشركات بحيث يمنح أحد الطرفين (مانح الامتياز) للطرف الأخر (ممنوح الامتياز) حق استخدام اسمه التجاري وعلامته التجارية لحسابه الخاص بما في ذلك تقديم الخبرات و المعرفة التقنية له، بحيث يكون هذا الإتفاق نظير مقابل مادي أو عمولة شهرية، على أن يكون لمانح الامتياز الحق في متابعة الطرف الأخر و الإشراف و السيطرة عليه.
الفرق بين الفرنشايز في السعودية و الوكيل:
أولاً تعريف الوكالة:
يُقصد بالوكالة حق بيع المنتجات و السلع تحت العلامة التجارية لمانح الامتياز التجاري، فهي بمثابة بوابة يتم عن طريقها بيع الخدمات و المنتجات للمستهلك النهائي، و هي تعد حل جذري لاكتساب عملاء جدد بتكاليف أقل، حيث تعمل الوكالات كممثلين عن الشركات الأم.
و الآن ما هي الفروق الجذرية بينهم؟
الملكية:
تسهل الوكالة بيع المنتجات فقط دون إمتلاكها، عكس الفرنشايز حيث يمتلك ممنوح الامتياز بعض الأصول التشغيلية و جميع المنتجات و الخدمات التي يتم بيعها، و لكن كلاً منهما تنص على عدم إمتلاك حصص في الشركة الأم.
العلاقة مع الشركة الأم:
في حالة الفرنشايز يحصل صاحب الإمتياز على دعم كبير من العلامة التجارية الأم، فهو يلتزم بنظمها و معاييرها؛ مما يجعل الفرنشايز مناسب بشكل كبير للشركات الناشئة.
أما الوكالة فهي تتعامل مع الموزعين بشكل مباشر بدلاً من العلامة التجارية الأم و الشركة المُصنعة؛ لذا فهي مناسبة بشكل أكبر للشركات و المؤسسات التي لديها دراية بالسوق بشكل أفضل.
التكاليف:
عادةً ما تكون التكاليف اللازمة لفتح وكالة أقل من التكاليف اللازمة للفرنشايز، وهذا جزئيًا يكون بسبب اتفاقيات الترخيص التي تشكل العمود الفقري لاتفاقيات الفرنشايز .
نموذج الإيرادات:
تعتمد إيرادات الوكالة بشكل أساسي على أداء مبيعاتها و تميل إلى استثمار أرباحها في تسويق إضافي، أما الفرنشايز فتعتمد على المبيعات التي يتم توجيهها عن طريق الترويج للعلامة التجارية، فالشهرة المرتبطة بالعلامة التجارية هي الأساس و القوة الأكبر وراء المبيعات.
تسعير المنتجات:
في حالة الفرنشايز يقوم صاحب الإمتياز بدفع تكلفة الشراء لمانح الإمتياز، و من ثم يقوم هو بتسعيرها حسب احتياج أعمالهم و متطلباتهم و نموذج التشغيل و لكن لا يمكن لمانح الإمتياز تحديد سعر معين للمنتج، أما في حالة الوكالة، فالوكلاء يمتلكون الأسهم بأنفسهم و بالتالي تسمح الوكالة للمدير بتحديد سعر محدد للمنتج و الإعلان عنه، و هذا هو النموذج الأمثل للمستهلك حيث يُمكنه من رؤية الأسعار على الإنترنت و مقارنتها بالبائعين في خلال ثوان.
ما هي إلتزامات مانح الفرنشايز في السعودية:
- تدريب موظفي صاحب الإمتياز.
- يقوم مانح الإمتياز بتقديم جميع الخبرات التسويقية و التقنية و أي معلومات أخرى يحتاج إليها مانح الإمتياز.
- الحفاظ التام على سرية المعلومات و البيانات المالية و المحاسبية الخاصة بصاحب الإمتياز.
- تحديد الحقوق الممنوحة لصاحب الامتياز في شأن الامتياز.
- خلال فترة الإمتياز يلتزم مانح الإمتياز بتزويد صاحب الإمتياز بالخدمات و السلع الخاصة بالمجال.
- لا يُسمح بإقامة نشاط مماثل لنشاط صاحب الإمتياز في المنطقة الجغرافية التي تم تحديدها للإمتياز أو منح شخص أخر الحق في ذلك خلال مدة سريات العقد.
أهم إلتزامات صاحب الفرنشايز في السعودية:
- منح الحق لمانح الإمتياز و مرافقيه من تفقد المرافق المستخدمة في أعمال الإمتياز، بالإضافة للأعمال المحاسبية و المالية المتعلقة بهذا الإتفاق
- يُشترط الحصول على موافقة مانح الإمتياز عند أي تغييرفي طريقة ممارسة الأعمال أو في السلع و الخدمات.
- لا يمكن تغيير مكان عمل الإلتزام إلا بعد الحصول على موافقة مانح الإمتياز.
- أن يقدم إلى مانح الإمتياز البيانات المتعلقة بأعمال الإمتياز التي تمكنه من تطوير نموذج عمل الإمتياز.
مميزات الفرنشايز:
مزايا إدارية:
يستفاد صاحب الإمتياز من مجموعة كبيرة و متكاملة ن عناصر الدعم التشغيلي و الإداري من المانح، مما يمكنه من إدارة نشاطه الصغير بالإعتماد على الخبرة الكبيرة لمانح الإمتياز، أما مانح الإمتياز فاستفادته الكبرى من الحد من الإدارة المركزية لتنظيم أعماله، و هذا ما يساهم في زيادة كفاءة العاملين و الحد من خطورة الاستقالات لديه.
مزايا مالية:
يحقق نظام الفرنشايز أرباح مالية لكلا الطرفين فبالنسبة لصاحب الإمتياز فيُمكّنه هذا النظام من الحصول على شهرة كبيرة بالإضافة إلى التمويل اللازم من المقرضيين نتيجة الثقة في الأسم التجاري أو العلامة التجارية التي يقوم بتشغيلها، بالإضافة إلى توفير كل التكاليف المتعلقة بالدعم التسويقي و اللإداري و الدعم الفني، علاوةً على تكاليف تطوير المنتجات و الدراسات المتتالية،
أما مانح الإمتياز فيقوم ببيع العلامة التجارية مقابل عوائد سنوية، مع إعفائه من تكاليف تأسيس كيانات أخرى خارج منطقته الجغرافية و ما يتبع ذلك من عمليات تعيين لموظفين و تدريبهم بالإضافة لمصاريف الإعلان و التسويق و التوزيع.
مزايا تسويقية:
يساهم العمل تحت علامة تجارية مشهورة إلى زيادة الإرادات بشكل كبير بسبب الحصول على نتائج تسويقية أفضل، بالإضافة إلى كون عمليات التسويق من مهام صاحب الإمتياز مما يساعده على تعلم أحدث التغيرات و التطورات في السوق العالمية و المحلية من مانح الإمتياز.
المزايا التشغيلية:
كون صاحب الإمتياز و مانحه كيانان مستقلان، فإن هذا النظام يوفر هيكل تنظيمي أصغر لكلا الطرفين، حيث يتولى صاحب الإمتياز عمليات التوزيع و التسويق، في حين تكون مسؤولية مانح الإمتياز في الإنتاج و تطوير المنتجات و دراسة احتياج العملاء بشكل عام.
عيوب الفرنشايز:
تقوم الشركة الممنوحة في هذا النظام بمشاركة أرباحها مع الشركة المانحة مما يؤدي إلى تقليل حجم أرباح الشركة.
في حالة قامت الشركة الممنوحة بفعل أدى إلى الإضرار بسمعة الشركة المانحة، فإن ذلك يعود بالسلب على الشركة المانحة
تقوم الشركة المانحة بفرض العديد من القيود على الشركة الممنوحة منها قيود المنتجات المباعة، الموردين، و القيود المكانية، بالإضافة لفرض نظام إداري محدد لا يمكن تغيره.
ختامًا، نُؤكد على أهمية الاستعانة بخبير قانوني مُختص مثل المحامي فؤاد بن جابي، لتقديم المشورة القانونية اللازمة للمُستثمرين في مجال الفرنشايز في السعودية.
فمع تنوع الأنشطة الاقتصادية ودعم الحكومة للمُستثمرين، تُتيح المملكة فرصًا واسعة لرواد الأعمال لاختيار نوع الفرنشايز المُناسب لأفكارهم.
كما ننصح الراغبين في الاستثمار في مجال الفرنشايز بإجراء دراسة جدوى دقيقة لاختيار العلامة التجارية المُناسبة، والتأكد من مطابقة شروط الاستثمار.
المراجع:
موقعةهيئة الخبراء بمجلس الوزراء https://www.boe.gov.sa